الكراك وقرصنة البرامج كارثة إجتماعية وأخلاقية



توقفت عند خبر وانا اتصفح مواقع أخبار الآيفون ومضمون الخبر هو ان مبرمج برنامج Stack المبرمج Steven Troughton-Smith قرر التوقف عن تطوير البرنامج المجاني الرائع Stack الي الأبد وارجع السبب الي قرصنة برامجه التي برمجها لمتجر برامج آبل والتي يعتمد عليها معيشياً ومن ثم يجد الوقت ليبرمج برامج مجانية. وقال
“لابد لي من عمل اضافي لأنه من الصعب على برمجة البرامج ومن ثم اشخاص مثل paniK يقوم بقراصنة البرمجيات المتاحة للبيع وأشاهد إرادات مجهودي تختفي بين عشية وضحاها، فهذا يعني لي ان اقضي مزيد من الوقت والتسويق لتنمية وطوير برامج اخري في متجر تطبيقات آبل في محاولة لتعويض الخسائر التي تحدث لي بسبب القرصنة، وهذا لا يترك وقتا للمشاريع مثل Stack ولا يمكن ان أستمر بهذا الشكل.”





اذاً كل من قام بقرصنة البرامج لم يأذي نفسه فقط بل قام بأيذاء الأشخاص المحترمين الذين لا يستخدمون البرامج المقرصنة والكراك وقد حرم فئة كبيرة جداً من المستخدمين من ان يقوم شخص مثل Steven بأستمرار مجهوده وعمل برامج مجانية لن تكون ابداً متاحة الا بهذا الشكل.

ففكرت وقلت ماذا لو قمنا بأيذاء Saurik وتوقف عن برمجة وتطوير Cydia, وبرنامج Winterboard وبرنامج تصوير الفيديو Cycorder والمحرك MobileSubstrate المبني عليها معظم البرامج منها biteSMS و iRealSMS وبرامج مهمة اخرى.

انت وانا نستمتع بهاتفنا وبهذه البرامج الرائعة, نصور فيديو ونغير ثيم الهاتف ونرسل رسالئل وسائط متعددة وغيرها من الأمكانيات التي جعلت هاتفنا رائع بمعني الكلمة, اذاً بدل من شكر المبرمجين نسرقهم. يقدمون لنا برامج مجانية واخري بثمن فنستخدم المجانية ونسرق ذات الثمن. سبحان الله.


  •  يقول البعض لا نملك كارد شراء عبر الإنترنت ولا نستطيع شراء البرامج, فنضطر الي أستخدام البرامج المقرصنة.
ارد علي من يقول ذلك هل كل شيئ لا تملك ثمنه او وسيلة شراءه تسرقه؟ هل اذا مررت في محل وقال لك نعتذر لا نقبل الا النقدي وكان عندك فقط كارت شراء هل تسرق البضاعة وتقول ماذا افعل لا يقبلون الا النقدي وما معي الا الفيزا. هل هذا منطق يبرر السرقة؟ أتقوم بأستخدام البرامج المقرصنة لأنك لا تستطيع شرائها؟ يا أخي العزيز ما لا تستطيع شراءه لا تسرقه ولا تستخدمه واسعي لوسيلة شرعية للشراء او لا تشتري ابداً اصبر واستغني عن برنامج احسن ما تستغني عن كرامتك وتضر نفسك وأخوتك وتفعل شيئ يغضب ربك.

  • يقول البعض الجميع يستخدمون البرامج المقرصنة لماذا لا أستخدمها انا ايضاً ولو كان شيئ سيئ لما فعل ذلك الجميع.
اقول لك قول بن القيم (لا يغرك كثرة الهالكين، ولا تستوحش بقلة السالكين) و قال الفضيل (عليك بطرق الهدى و لا يضرك قلة السالكين و إياك و طرق الضلآل و لا يغرك كثرة الهالكين).. هذا هو مبدأنا اخي العزيز لم تدل الكثرة يوماً علي الحق وعلي مر العصور نبهنا الله والانبياء ان لا نغتر بكثرة الذين يفعلون الباطل والدليل علي ذلك كثير.  الله أخبرنا ان كثرة الواقعين في الذنب لا تدل علي انهم علي حق و بالعكس تجد ان من اتبع الحق هم قليل و لذلك لا يصح لك القول انه من غير المعقول ان معظم الناس تعمل الخطاء, بل هو المعقول بعينه. ولا يضرك ذلك ابداً بل اعمل انت الصحيح ودع الأخارين يتبعوك.

  • يقول البعض انا الويندوز عندي مقرصن وغير أصلي والبرامج الأخرى ايضاً ولا أستطيع تغير ذلك لثمنهم الغالي وانا طالب ولا ملك ثمن ذلك ماذا افعل؟
أخي ليس معني ان هناك بعض البرامج المقرصنة في جهازك ان تستمر في سرقة البرامج وإستخدامها بدون أذن اصحابها. فأن استعنت بالله وقررت التوقف ولم تستمر في اخذ البرامج بدون حق سوف يعنيك الله علي التوقف وإستبدال الخطاء بالثواب. وجميعنا كنا مثلك ضحية المجتمع الذي لم ينبهنا الي خطورة هذا الأمر واننا بقرصنة البرامج ننتهك حقوق الغير. مع العلم ان الحقوق محترمة جداً في الإسلام ونحن اولى كمسلمين ان نحترم حقوق الجميع لنري الغرب حلاوة اخلاقنا وديننا.

  • يقول البعض المبرمجين والشركات يفرضون أسعار عالية جداً للبرامج ولا أستطيع تحمل مثل ذلك.
اتفق انا وانت في جودة السيارة ال BMW واتفق انا وانت ان ثمنها غالي وربما أكثر مما تستحق, اذاً لماذا لم نراك تسرق سيارة برغم ان ثمنها مبالغ فيه؟ السبب هو انك علي الأرجح سوف تسجن ولكن بالطبع يمكنك سرقة البرامج غالية الثمن بدون خوف لأنك لن تعاقب. حتي لو ان المبرمج او الشركة طلبت ثمن غالي جداً لبرنامجها هذا لا يعطيك ابداً الحق في سرقتها وبالعكس يجب ان تشجع البرامج الأقل ثمناُ او المجانية ولا تعير هذه البرامج آي أهتمام. وان كنت تحتاجها بشدة اذأً ادفع ثمنها وتأكد ان المطور سوف يقوم بخدمتك وتطوير البرنامج لك جراء ما دفعت.

  • يقول البعض هاتفي قمت بعمل جيلبريك له و كسر حماية وكل هذا غير شرعي فلماذا لا اقوم بفرصنة البرامج ايضاً؟
انت دفعت ثمن هاتفك وغيرت بطاريته بنفسك, او دفعت ثمن سيارتك وقمت بتغير المحرك كله, هذا لا يجعل هاتفك او سيارتك غير شريعة والسبب بسيط جداً انك دفعت ثمن بضاعتك وان خالفت شرط من شروط البيع هذا يخرجك من الضمان او يحقق عليك الجزاء الواقع من جراء فعلتك. ولأنك دفعت ثمن هذه السلعة يكون الأمر مختلف تماماً اذا لو سرقت الهاتف كله ثم قمت بعمل جيلبريك له ففي هذه الحالة تكون مجرم قانوناُ واثم شرعاً. فلو اشتريت البرنامج وقمت بتغير الصور فيه او اضفت له شيئ فأنت تخالف شروط البيع لكن هذا لا يجعلك لص سارق للبرنامج لأنك اشتريته. وحتي الأن آبل عرضت مشروع قانون ان تجعل الجيلبريك غير قانوني ولم تستطيع فرضه وحتي الأنلوك او كسر حماية الشرحية نفسه قانوني في غير الإتجار. وقد تكلمنا في هذا من قبل.

واسلوبك هذا هو اسلوب خاطئ اصلاً في عرض قضيتك فأذا كنت تفعل شيئ غير شرعي فهذا لا يعطي لك الحق ان تستمر في أشياء اخرى, فتقول انا اسرق البرامج اذاً لماذا لا اسرق السيارات. انا اسرق السيارات اذاً لماذا لا اسرق البنوك. فأذا كنت تفعل شيئ خطاء فمن المنطقي ان تتوقف عند هذا الشيئ وتفكر في اي خطاء جديد سوف تفعله.


  • يقول البعض انا لا انتهك حقوق اخواني المسلمين ابداً او البرامج العربية والإسلامية لمعرفتي بخطورة ذلك ولكن الكفار خاصة المحاربين منهم لا حرمة لهم عندي.
كون هذه البرامج لشركات أمريكية او أوربية فإن هذا لا يسوغ سرقتها وتحميلها، والإسلام يحفظ الحقوق، ويشجع على الابتكار، ويحمي الممتلكات، وهذه الشركات ليست في حكم المحاربين، والمسلم هو أولى بأن يحسن التعامل مع الآخرين، ودين الإسلام هو دين الأخلاق ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا لم يستحل أمانات قريش مع أنهم أخرجوه من مكة، واستباحوا دمه، بل استخلف أقرب الناس إليه: علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليرد الأمانات إلى أهلها. وإنما نستحل أموال المحاربين في المعارك، فلابد من الوفاء، لا سيما في التعامل التجاري مع الكفار، لا سيما أن هذه الشركات لا تتبع دولها بالضرورة، بل يملكها أناس مختلفون متفرقون. (فتوي للشيخ د. خالد بن عبد الله القاسم). واعجب منك اخي الكريم حينما تشتري حاسب أمريكي و آي-فون أمريكي وسيارة أمريكي وتدفع الاف الدولارات ومن ثم تأتي وتقول اسرق البرامج لأنها لمحاربين.

  • يقول البعض سرقة البرامج لا تسبب ضرر للشركات بالعكس هي مفيدة وصحية لأنتشار البرامج.
الحقيقة لا أدري كيف يقوم البعض بترتيب الحجج بهذا الشكل العجيب ليظهروا  ان ما يقومون به هو الصواب ويتجاهلون كل النقط اعلاه. أخي هل قرأت ما كتب في أعلي المقال. نعم فوق.. اقراء مرة اخري ارجوك.. انت تجاهلت كلام مبرمجين يقولون ان هذا يضرنا وتجاهلت انه حرام شرعاً وتجاهلت ان استخدام الكراك يضر بنا كمستخدمين شرفاء ويبعد المبرمجين عن التطوير. 

 وها انت تقف فرح وتريد ان تقنعنا ان السرقة شيئ يفيد الشركات وصحي جداً وليس ذلك فقط بل تريدنا ان نسرق مثلك. لا أخي العزيز ارجوك حتي ولم تستطيع ان تبعد عن البرامج المقرصنة.. فأرجوك أرجوك لا تجهر بمعصيتك ولا تنشرها انت ولا تشجع عليها. بالعكس قل ان مبتلي بهذا الشيئ وان شاء الله اقلع عنه قريباً. وابداء وفكر قبل تنزيل اي برنامج مقرصن. واعلم انك سوف تعيش بدون هذه البرامج وربما تعيش افضل.

واعجب ما يصادفك في مجتمعنا العربي وخاصة المنتديات القائمة علي البرامج المسروقة ولا يخلو منتدي عربي من هذه البرامج للأسف مهما كان مجاله والعجب كل العجب ان يسرق احدهم برنامج من شركة عربية او اجنبية ويطرحه في المنتدي فتجد الجميع يقولون له “انا اشهد انك مبـــدع” “أحسنت, جزاك الله عنا خير الجزاء” “مشكووووووووووور” “انت بطل همام منظرين المزيد من الإبداع” “تستاهل التثبيت .. وتستاهل الدعاء .. فجزاك الله كل خير” “حقيقة سبق صحفى” وغيرها من التعليقات التي تدل علي جهل مجتمعنا العربي بحقوق الغير واحياناً وكثير ما يحدث يكون هذا البرنامج نفسه يدمر هاتفك ولا يعمل جيداً, لكن قبل ان يتيقن احدهم من الأمر تجدهم  يسارعون في الرد والدعاء للسارق. وكأنه هو مبرمج البرنامج وليس سارقه.

والكارثة ان كان برنامج عربي أو إسلامي فتكون الطامة أكبر فمن يود ان يقراء القرآن من برنامج مسروق. وقرأتها بنفسي حين سرق احدهم برنامج القرأن البرو للآيفون ونشره في احد المنتديات العربية وهذه المرة لم يسمع كلمة مشكور وكأن العالم استحقروا فعله فرد عليهم وقال  “انا لا أظن انه يجب ان يبيع احدهم القرآن ولذلك تم قرصنته“. فرد عليه احدهم جزاه الله خير وقال له ببساطة “اذا لماذا لا نسرق المصاحف من المكتبات“. ولم نسمع لهذا الشخص صوتاً بعدها.
ولذلك اتمني من الجميع علي الأقل ان لا يشجع علي سرقة البرامج وقل كلمة حق. وأنصح بالمعروف. ونبه لهذا الخطر. فربما يأتي يوم نجد فيه الشركات العربية تنافس الشركات الأجنبية وربما يأتي يوم يشجع فيه المسلم أخاه علي الأبتكار بدل من ان يسرقه. ويقول للمبرمج وللشركة جزاكي الله خير ويقول للص لا نريد بضاعتك المسروقة.
واليكم بعض الفتاوي الشرعية عن الكراك من كبار العلماء انهي بها حديثي وهناك المزيد لكن لا يتسع لها المكان.
 
السؤال
 
هل يجوز استخدام الكراك ؟؟ هناك برامج غالية لا نستطيع شرائها فنستخدم الكراك ,و عندنا كذلك معظم بائعي البرامج يستخدمون الكراك منهم يعني يبيعون البرنامج و الكراك معه فهل يجوز الشراء منهم ؟؟ و هل يجوز نسخ البرامج لاستخدامها لأنها غالية الثمن ؟؟ و هل يجوز شرائها إن كانت منسوخة ؟؟ و إن كان استخدام الكراك و النسخ سرقة فهل هي من كبائر الإثم ؟؟ نحن بحاجة لاستخدام هذه البرامج فأفيدونا بارك الله فيكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد.
فلا يجوز للمسلم أن يسلك مثل هذه السبل الملتوية التي فيها اعتداء على حقوق الناس، حيث لا يخفى على كل ذي بصيرة أن هذه البرامج قد بذلت في إعدادها أموال ، وفرغت لها جهود وأوقات ، فلو أبيح لكل امرئ أن ينسخ منها ويبيع ؛ لأفضى ذلك إلى ضياع الحقوق وشيوع الفوضى في دنيا الناس ، وقد قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {من غش فليس منا} وعليه فلا يجوز لمسلم ممارسة هذا العمل ، ولا شراء البرامج ممن يعمد إلى مثل هذا الغش ؛ لعموم قوله تعالى : [ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ] ثم إن الحاجة إليها لا يبرر سرقتها ؛ وإلا لأبيح لكل محتاج أن يسرق ما تدعو إليه حاجته ؛ خاصة إذا علمنا أن هذه الحاجة ليست منزلة منزلة الضرورة التي يترتب عليها خطر على حياة المرء ، والله تعالى أعلم .
 


                                                   ________________________

في النهاية أعلم ان أصحاب الهوى لن يروق لهم هذا الحديث وسوف تنهال التعليقات لأناس يقولون حجج غير
المذكورة في الأعلى وما أكثرها. لذلك سوف يتم حذف كل تعليق  لم يكن منطقياً او يأتي بجدبد ويتبع اسلوب
الحوار الراقي. وبالطبع سوف تحذف تعليقات السب واتهامنا بالخروج عن الإسلام وغيرها من التعليقات التي
اعتندنا عليها وسيكون هدفهم الوحيد هذه المرة اثبات ان سرقة البرامج شيئ جيد حتي يسرق الجميع مثلهم.
واحث اخوتي علي نشر هذا المقال في المنتديات العربية والمدونات والمواقع والبريد حتي بدون ذكر المصدر فأن
لم ننتفع به نحن ربما ينتفع به غيرنا

منقووول




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة